لنحاول الإجابة عن هذا السؤال الذي وردنا مؤخرًا حول العلاج بألبان الإبل وهل كشف العلم أسرارًا جديدة.
لقد أمرنا القرآن العظيم أن ننظر ونتفكّر ونتدبّر في مخلوقات الله عزّ وجلّ فقال: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ؟} [الغاشية: 17]. ولو قمنا بدراسة الجمال فسوف نرى عجائب كثيرة. فالجمل يستطيع تحمل درجات الحرارة حتى 70 درجة مئوية فوق الصفر، والجمل ذو السنامين يتحمل برودة تصل إلى 40 درجة تحت الصفر!
والجمل يستطيع شرب الماء العذب والمالح! ولديه القدرة على تحمل العطش لأكثر من شهر. ويستطيع الجمل السير في الصحراء مهما كانت الظروف من غبار وعواصف وحرارة. وقد أثبت العلماء حديثًا الفوائد العظيمة في ألبان الإبل وأبوالها وذلك في علاج العديد من الأمراض، وهذا ما حدثنا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن بعض الباحثين اكتشف وجود مضادات حيوية في حليب الإبل، وبالتالي فهي تزود الجسم بالمناعة اللازمة ضد كثير من الأمراض. وقد يقول قائل إن العصر الذي عاش فيه النبي كان من الطبيعي أن يشرب الناس حليب الإبل، وقد أمر بشرب حليب الإبل ليس لحكمة طبية بل لأنه عادة!
وأقول: إن العصر الذي عاش فيه النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام كانت تنتشر فيه الكثير من أنواع الغذاء والشراب، فلماذا حرَّم الخمر؟ ولماذا حرَّم أكل السباع وأكل لحم كل ذي ظفر؟ ولماذا لم يأمر قومه بأكل لحم الحمار مثلًا؟ إذًا عندما سنَّ النبي الأعظم أكل التمر وشرب ألبان الإبل وغير ذلك من الهدي النبوي الشريف إنما تقصَّد هذه الأنواع لما فيها من الفائدة والشفاء، والله أعلم.
الكاتب: عبد الدائم الكحيل.
المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.